U3F1ZWV6ZTM0ODU2OTk2MTQyNTU2X0ZyZWUyMTk5MDgwNzI4MTE4MQ==

منهجية تحليل النص التربوي - Méthodologie d'analyse

منهجية تحليل النص التربوي
Méthodologie d'analyse de texte éducatif

التقديم :

لعل من أبرز الصعوبات التي تواجه المترشح لاجتياز الامتحانات والمباريات، سواء تلك التي تهم الترقيات الداخلية، أو تلك التي تروم التوظيفات الجديدة، وخاصة بميدان التربية والتكوين هي طريقة التحليل وفق منهجية محكمة ومضبوطة.

وقد قررت أن أخصص هذه المقالة على اعتبار أنها أول مقالة تطرق مجال الامتحانات والمباريات، لموضوع شائك يساهم بشكل كبير في النجاح أو الرسوب ألا وهو منهجية التحليل، ولا زلت أذكر وأنا أمارس المهنة، الطلبات الملحة للأخوات الأستاذات والإخوة الأساتذة على تناول هذا الموضوع خلال الندوات التأطيرية التي كانت تنظم لفائدتهم(ن) في أفق تأهيلهم(ن) لاجتياز تلكم الامتحانات، ومهما يكن من أمر، فإن اكتساب المعلومات وامتلاك الثقافة اللازمة المتعلقة بالميدان الذي يجري فيه الامتحان أو الاختبار على أهميتها، ليست كافية لوحدها للتفوق التام في ذلك، بل لابد من وجود إطار منهجي للتناول، وعليه قررت أن أستهل الكتابة المتعلقة بمحور الامتحانات والمباريات بهذا الموضوع الهام . 

هذا وتجدر الإشارة إلى أن تناول هذا الموضوع يلزمنا منهجيا ليس فقط بالعرض النظري بل تقديم نماذج من الموضوعات للتطبيق العملي عليها، وهو ما سنسهر على القيام به خلال هذه السلسلة من الموضوعات، والتي تقرر أن تنحو منحى التكامل، الغنى والتعدد ( موضوعان حول خطوات تحليل النص التربوي(المنهجية) يكمل أحدهما الآخر، وتطبيقات عملية على نماذج من النصوص المختارة )

وفيما يلي تفصيل لأهم فقرات الموضوع النظري الأول حول منهجية تحليل النصوص :

1- الأهداف المتوخاة :

حرصا على وضوح الرؤية و مساعدة المترشح على التقويم الذاتي ، يكفيه أن يبرهن من خلال التحليل على القدرات التالية :

- أن يتمكن من طرح الإشكالية التي يتمحور حولها النص .  

- أن يبرهن على فهم النص من حلال التحليل والتفكيك و التفسير ( تحديد مكوناته الأساسية وتفسير مضامينها دليل كاف على الفهم التام  لمقاصد النص ودلالاته .).

- أن يمتلك القدرة على تقويم النص ( التعامل النقدي مع النص ووضع مضامينه على محك التجربة المهنية أو الواقع المعيش ).

2- صيغة الامتحان بالنسبة للنص التربوي :

- نص مفتوح : أي غير موجه أو غير مذيل بأسئلة : "حلل وناقش"
- نص موجه : أي مذيل بأسئلة

3- المراحل والتقنيات المقترحة للتعامل مع النص المفتوح :


أ- طرح إشكالية النص : أي القضية المحورية التي يدور حولها . وبما أن الأمر يتعلق بإشكالية ، فمعنى هذا أن القضية تختزل مجموعة من المشاكل المترابطة فيما بينها. لذا يستحسن الانطلاق في تركيبها من الكل إلى الجزء : طرح القضية/  الإشكالية في مجملها ، ثم بيان أبعادها و طرحها في صيغة تساؤلات (الفرضيات) أو عرضها على شكل صيغة تقريرية إذا دعت الضرورة إلى ذلك تمهيدا لعملية التفكيك والتفسير .
ب- التحليل/ تفكيك النص : عن طريق بناء هيكلة خاصة للنص بإبراز مكوناته الأساسية وترتيبها ترتيبا يراعي التوظيف السليم للكلمات المفاتيح. إضافة إلى تفسير كل مكون على حدة والحرص على ألا تتخذ عملية التفسير طابع اجترار منطوق النص، بل الحرص كل الحرص على أن تتخذ عملية التفسير طابع محاورة النص من داخله، أي الانسياق في نفس توجهه سعيا وراء تبسيط معطياته، ويندرج ضمن عملية التفسير ما يلي :

- التعليل : محاولة الكشف عن المبرارات و الأسباب المفسرة للتوجه الذي يحكم مضامين النص ومكوناته .

- التأويل : محاولة الكشف عن المسكوت عنه في النص، والذي يوحي به منطوق هذا الأخير ، أي إعطاء مضامين النص معنى لا يكون ظاهرا، و لكنه مستشف من العبارات أو المصطلحات الموظفة في النص .

- المقابلة : وتعني مقابلة أفكار النص بأفكار نصوص أخرى تندرج في نفس توجهه، سواء كانت لنفس الكاتب أو لمن يتفق معه من الكتاب الآخرين، و ذلك إمعانا في فهم أبعاد توجهه .

- الإغناء : إغناء النص بأمثلة تعزز ما يذهب إليه أو توضح ما يبدو غامضا فيه .

- التوضيح : توضيح منطق النص من خلال إبراز الآليات المعتمدة في الإقناع ، ونوع المقولات الفكرية المروجة ( افتراضات ، استنتاجات ، مقارنات ... ).

ج - المناقشة/ تقويم النص : أي مناقشة النص و مقاربته مقاربة نقدية . وتعتبر مرحلة المناقشة والتقويم من المراحل المهمة في تحليل النصوص، هذا وتنقسم عملية التقويم إلى نوعين:  

¬  التقويم الداخلي الذي يتم من داخل النص.

¬ التقويم الخارجي الذي يتم من خارج النص، أي من خلال نصوص أخرى أو من خلال الواقع المعيش. وعموما يمكن أن يتم التقويم بنوعيه وفق المستويات التالية :

أ- المنطق المعتمد في النص : قد يكون مفتقرا إلى التماسك ( تناقضات / مفارقات) ، وقد يكون قاصرا عن الإقناع و التأثير و تحقيق الهدف المتوخى منه من خلال بعض العبارات أو الأفكار المروجة ضمنه .

ب- الانسجام : أي انسجام النص مع الانتماء الفكري أو العلمي للكاتب، و مع إطاره السوسيو- تاريخي

ج- الصحة والواقعية : أي مدى الصحة العلمية و الواقعية للأفكار المطروحة ضمنه ( وهنا يمكن الاستعانة باستشهادات مستقاة من نصوص كتاب آخرين ، كما يمكن الاستعانة بأمثلة مستمدة من الواقع بصفة عامة).

د- الملاءمة : مدى ملاءمة أفكار النص للواقع العام ككل أو للواقع المهني للمترشح بصفة خاصة ، أو ما يمكن أن نسميه بمدى وظيفية النص .

 هذا وتجدر الإشارة إلى أن الغرض من هذا كله هو حث المترشح على فتح آفاق للنص سواء على واقعه المعيش أو على تجربته المهنية ، لكي يصبح نصا وظيفيا قمينا بأن يستثمر لإغناء ذلك الواقع أو تلك التجربة . ومن خلال كل ذلك يمكن للمترشح إضافة التعديلات التي يراها ضرورية لتكييف النص مع خصوصية الواقع أو الممارسة المهنية ( ما ينبغي الاستغناء عنه من أفكار النص ، و ما يمكن تبنيه جملة وتفصيلا، و ما يمكن تبنيه مع الإضافة و التعديل ...).

أخيرا لا بد من التنبيه إلى أن تقويم النص لا يشمل بالضرورة جميع الأفكار المطروحة ضمنه ، بل يستحسن الوقوف عند ما هو أساسي منها ، خصوصا و أن محاولة الدخول في جميع تفاصيل النص قد توقع المحلل في الإطناب .


                                                        تفضل بتحميل المستند من هنا

تعديل المشاركة
author-img

مدير منصة التكوين التربوي والإداري

المدونة منصة لعرض محتويات تواكب راهية المستجدات في مجال التربية والتكوين، وتهتم بتجويد أداء الأساتذة من خلال تمهير الفعل التعليمي التعلمي لديهم عن طريق صقل كفاياتهم الامتهانية، كما تسهر على تطوير العمل بالإدارة التربوية على اعتبار أنها حلقة الوصل داخل المنظومة التربوية . المدونة كذلك منصة تسعى من خلال خبرتها في المجال إلى إعداد الأساتذة معرفيا ومنهجية لاجتياز امتحانات الترقية الداخلية، وتأهيل من يرغب في ولوج مهنة التدريس لاجتياز مباريات التوظيف في هذا الإطار .
Commentaires
Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire

Enregistrer un commentaire

NomE-mailMessage

أحدث المواضيع