التواصل الإداري - الإدارة والتواصل
المفاهيم-الأهمية-الخصوصيات و الآليات
Communication administrative
أولا تحديد المفاهيم :
1- مفهوم التواصل :
" التواصل لغة , هو الإبلاغ والإطلاع والإخبار , أي نقل خبر ما من شخص إلى آخر وإخباره به وإطلاعه عليه . ويعني التواصل وحدتي التواصل والتوصيل , أي إقامة علاقة مع شخص ما أو شيء ما , كما يشير إلى فعل التوصيل , كما أنه يعني التبليغ , أي توصيل شيء ما إلى شخص ما وإلى نتيجة ذلك الفعل , كما يدل على الشيء الذي يتم تبليغه , الوسائل التقنية التي يتم التوصيل بفضلها . " ) Petit Robert . 1981(
" التوصيل أيضا نقل معلومات من مرسل إلى متلقي بواسطة قناة , بحيث يستلزم ذلك النقل من جهة وجود شفرة , ومن جهة ثانية تحقيق عمليتين اثنتين :
ترميز المعلومات Encodage , وفك الترميز Décodage , مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار طبيعة التفاعلات التي تحدث أثناء عملية التواصل , وكذا أشكال الاستجابة للرسالة والسياق الذي يحدث فيه التواصل ."
) Mucchielli . R . 2 . 1980 (
" التواصل هو الميكانيزم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور , إنه يتضمن كل رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان , ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات الجسم , والحركات ونبرة الصوت , والكلمات , والكتابات , والمطبوعات, والتلغراف والتلفون, وكل ما يشمله آخر ما تم من الاكتشافات في الزمان والمكان ") Mucchielli . R . 2 1980 (.
العملية التواصلية فعل Acte , ويقوم هذا الفعل على : " نقل المعلومات من مصدر إلى هدف , ويتحقق ذلك بين فردين أو مجموعة من الأفراد ... " وعملية التواصل تشمل مجموعة عناصر هي :
المرسل , المرسل إليه , الرسالة , القناة , الشفرة أو السنن , المرجع ... "( نماذج التواصل Modèles de Communication )
ويبدو من خلال هذه المعطيات أن للتواصل عدة متغيرات وعناصر من أهمها :
* التواصل جوهر العلاقات الإنسانية
* التواصل يتضمن كل رموز الذهن , سواء تعلق الأمر برموز اللغة ( كوسيلة محض إنسانية ) أو تعلق الأمر بأشكال التواصل غير المنطوق كالكتابة والحركات الجسمية ونبرات الصوت .
* هناك وسائل لتبليغ رموز الذهن في الزمان والمكان , إذ يمكننا أن نميز هنا بين وسائل سمعية منطوقة ( قناة صوت / سمعية ) مثل اللغة والأصوات , ووسائل مرئية ( قناة بصرية ) مثل الحركات واللباس وتعابير الوجه , كما نميز أيضا بين وسائل شمية ( قناة شمية ) مثل الرائحة والعطر , أو وسائل ذوقية كالطعام ( قناة ذوقية ) . ( مهام الاتصال ... Fonctions de Communication )
2- أهمية التواصل :
لقد أصبحت مختلف النظم الإدارية تهتم بعملية التواصل وتطوير وسائلها وقنواتها لإدراكها لأنه كلما كانت الوثائق الإدارية تحمل رسالة واضحة قابلة للفرز والفهم من طرف المستقبل لها إلا واستطاعت المصلحة الإدارية أن تحقق غايتها , وإحداث التغيرات التي تتوخاها .
وتتجلى أهمية التواصل بين الإدارة ومحيطها وشركائها في العام الخارجي في الآتي :
- تجسيد الوظيفة الأساسية للإدارة المتمثلة في أنها وجدت لخدمة المواطنين والمصلحة العامة , وهذه الوظيفة لا يمكن أن تتحقق إلا سلوك سياسة الانفتاح الإداري ومد قنوات الاتصال مع مختلف شرائح المجتمع لتعريفه بأنشطة الإدارة .
- إخبار المواطنين بحقوقهم , بجعل المعلومات والمعطيات المتعلقة بأنشطة المرفق العام رهن إشارتهم .
- تحفيز روح التشارك لدى المواطنين , خاصة وقد أصبحت وظيفة التواصل ميسرة الآن بعد الثورة الحاصلة في تكنولوجيا الإعلاميات والأرترنيت , حيث أصبح هذا الأخير أداة رئيسية في تبادل البريد الإلكتروني والمعلومات وربط الوحدات الإدارية فيما بينها , وكدا مع البيئة الخارجية .
3- خصوصيات التواصل :
بحكم التطورات الحديثة في مجال الإعلام والتواصل , صارت قوة الإدارة وفعاليتها تتحقق بقدر توظيفها لعملية التواصل , وتحكمها في توزيع المعلومات وضمان تدفقها وانتشارها , وعليه تقوم خصوصية التواصل على محورين متمايزين :
أولهما: الاتصال العام أو الجماهيري , وتعتمد فيه الإدارة الإصدارات المطبوعة والإلكترونية أي البث التلفزيوني والإذاعي وغيرهما , وتتوجه في هذا المستوى إلى عموم الجمهور بغرض تقوية تأثير الثقافة الإدارية في الإعلام العمومي الجماهيري , وتمكين المجتمع من التعرف على اختياراته الإدارية , وتربيته على ثقافة المؤسسات .
ثانيهما: الاتصال الخاص أو الداخلي , وهو نوع من الإعلام والتواصل تخاطب فيه المؤسسة الإدارية مباشرة الوحدات الإدارية التابعة لها بخصوص التخطيط والتنسيق والتنظيم والمشاركة في الاتخاذ القرارات والمساءة والتشبع والتقييم .
4- آليات التواصل :
يعتمد التواصل في هذا الإطار على ثلاث آليات , أو ما يمكن تسميته بـ : ( ثلاثية الاتصال الإداري ) .
ويتجه الخطاب في هذا النوع من الاتصال من قيادة الإدارة إلى باقي أطرافها من وحدات الإدارة المتسلسلة في موقعها من الأعلى إلى أسفل القاعدة الإدارية , أو من الإدارة الوصية في المركز إلى مصالحها الخارجية .
ويتخذ الخطاب المتضمن في الاتصال العمودي النازل صورة تعليمات أو أوامر أو تبليغ قرارات , إذ يعكس هيمنة السلطات المركزية في مجال التدبير الإداري وخاصة في مهام التصور والتوجيه والتدبير والمراقبة , أما الوحدات الإدارية التابعة لها فتقتصر مهمتها على التطبيق والتنفيذ .
ونظرا لتسلسل الوحدات الإدارية من قمة الهرم الإداري إلى قاعدته , فإنه يكون لكل وحدة من وحدات الجهاز الإداري أن تنتج خطابها وتتواصل مع غيرها من الوحدات وفق قانون اختصاصها مع ضرورة احترام ومراعاة مبدأ( السلطة الرئاسية ) بما تعنيه من خضوع الموظف الأقل رتبة للموظف الأعلى درجة .
يكون اتجاه الخطاب في هذا الإطار من الوحدات الإدارية الموجودة في أسفل الهرم الإداري إلى أعلى الهرم في موقع القيادة الإدارية , فالمرسل في هذه الحالة هو المرؤوس والمستقبل هو الرئيس , ولذلك فإن الخطاب يأخذ صورة التماس أو طلب أو إخبار بحالة .
يتم الاتصال الأفقي بين الوحدات الإدارية الموجودة على نفس الدرجة من السلم الإداري , ويكون الغرض في هذه الحالة هو التنسيق وتبادل المقترحات والمعلومات والتشارك في اتخاذ القرارات .
خلاصة القول أن أسلوب الخطاب الإداري يختلف من صورة إلى أخرى تبعا لنوع الاتصال واتجاهاته , ولمعرفة ميزات أسلوب الخطاب الإداري وقواعده فإنه يكون من الأفضل توضيح مفهوم منتج الخطاب الذي هو الإدارة .
لتحميل المقالة اضغط هنا
Kommentar veröffentlichen